عزّزت الجزائر مكانتها كمورّد رئيس للغاز إلى الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الـ5 الأولى من عام 2025، في وقت شهدت فيه واردات الكتلة الأوروبية من الغاز عبر الأنابيب تراجعًا سنويًا ملحوظًا.
وكشف تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث منصة "الطاقة" ، أن الجزائر، ثاني أكبر مورّد للغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام.
و زادت صادراتها إلى كل من إسبانيا وإيطاليا بنسبة 4% و2% على التوالي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
ورغم هذا التقدم، فقدت الجزائر الصدارة لصالح الولايات المتحدة في سوق الغاز الإسبانية خلال ماي الماضي، لتحتل المرتبة الثانية للمرة الثانية على التوالي، مع غياب صادرات الغاز المسال الجزائرية إلى إسبانيا للشهر الثالث تواليًا.

تراجع في واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب
بحسب التقرير، انخفضت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر خطوط الأنابيب بنسبة 11% على أساس سنوي خلال مايو/أيار 2025، لتبلغ 12.1 مليار متر مكعب، مقابل 13.6 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من العام الماضي.
وسُجّل تراجع طفيف على أساس شهري بنسبة 1%، مقارنة بـ12.2 مليار متر مكعب في أبريل.
وأرجع التقرير هذا التراجع إلى انخفاض الإمدادات من النرويج، رغم الزيادات المحدودة في الصادرات من روسيا والجزائر وأذربيجان.
النرويج تتصدر.. والجزائر ثاني أكبر مورّد
لا تزال النرويج المصدر الأكبر للغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي، تليها الجزائر، ثم روسيا، وأذربيجان، وليبيا.
وفي حين رفعت النرويج صادراتها إلى دول مثل ألمانيا وبولندا، فقد تراجعت شحناتها إلى فرنسا وهولندا.
وخلال الفترة من يناير حتى نهاية ماي 2025، بلغ إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب نحو 60 مليار متر مكعب، بانخفاض 10% مقارنة بـ67 مليار متر مكعب خلال الفترة نفسها من 2024.
تغيّرات هيكلية في سوق الغاز الأوروبية
يأتي هذا التراجع في ظل توقف اتفاقية عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا بنهاية 2024، ما حرم الاتحاد الأوروبي من نحو 15 مليار متر مكعب سنويًا.
وسعت أوروبا إلى تعويض النقص عبر زيادة واردات الغاز المسال، التي نمت بنسبة 23% خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام، لتسجل 57.9 مليون طن (ما يعادل 79 مليار متر مكعب).
وتسعى المفوضية الأوروبية إلى إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي بحلول نهاية 2027، ضمن خطة “ريباور إي يو” التي تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة عبر تنويع الإمدادات وزيادة الاعتماد على مصادر متجددة.
توقعات بانخفاض إضافي في الواردات
من المتوقع أن تتراجع واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي والمسال بنسبة 25% بحلول عام 2030، مع انخفاض الاستهلاك نتيجة جهود التحول إلى الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وفقًا لتقديرات معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
وقد بلغ إجمالي واردات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي خلال عام 2024 نحو 275 مليار متر مكعب، وهو ما يتجاوز الطلب المتوقع البالغ 233 مليار متر مكعب بحلول نهاية العقد، ما يعزز فرص الكتلة الأوروبية في خفض الاعتماد على الخارج.