حذرت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الجزائر، سافينا أماساري، من أزمة غذائية غير مسبوقة في مخيمات اللاجئين الصحراويين، قرب تندوف.
وتقول سافينا أمساري في بيان أمس "منذ أكثر من عقد من الزمن، لم تكن الحالة التغذوية بهذا السوء. نحن الآن نواجه أزمة إنسانية حقيقية، مع مستويات مقلقة من سوء التغذية وخطر مرتفع لانعدام الأمن الغذائي الواسع"، داعية إلى "الاستجابة الفورية والجماعية من المجتمع الدولي" كحل وحيد يمكن لتجنب عواقب لا رجعة فيها على صحة ونمو آلاف الأطفال والنساء.
وأورد نفس البيان نتائج مسح غذائي أُجري في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، بالجزائر، من طرف جامعة لندن بالشراكة مع المنظمة غير الحكومية الإيطالية "اللجنة الدولية لتنمية الشعوب " وبدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ، والهلال الأحمر الجزائري، والمجتمع الصحراوي.
تشير نتائج هذا المسح إلى معدل سوء تغذية حاد شامل بنسبة 13.6%، و"هو أعلى مستوى يُسجل منذ عام 2010" يقول البيان. ويُعد مؤشرًا خطيرًا على الصحة العامة وفقًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية، بما يعادل الحالات التي تُسجل في أوضاع الطوارئ أو النزاعات. وتشير النتائج إلى خطر مرتفع بالإصابة بالأمراض والوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، ما لم تُنفذ تدخلات وقائية وعلاجية عاجلة.
وتكشف نتائج المسح الغذائي الأخير الذي أنجز في مخيمات اللاجئين الصحراويين، عن سوء تغذية مزمن وانتشار واسع لنقص المغذيات الدقيقة. ف"طفل واحد من بين كل ثلاثة يعاني من التقزم، مما يدل على نقص تغذية طويل الأمد يؤثر سلبًا على النمو الجسدي والمعرفي للأطفال المصابين. وتُقدّر نسبة فقر الدم بنحو 65% بين الأطفال و69% بين النساء في سن الإنجاب" تقول الدراسة. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى التعب، وضعف الجهاز المناعي، وتراجع الأداء الدراسي، وزيادة مخاطر الحمل. بالإضافة إلى ذلك، أفاد فقط ربع الأسر المستطلعة بأن لديهم نظامًا غذائيًا مقبولًا، ما يعكس تدنيًا مقلقًا في تنوع الغذاء على مستوى الأسرة.
ويحدث هذا التدهور في ظل عجز كبير في التمويل. فحتى منتصف عام 2025، لم يُجمع سوى 34% من أصل 103.9 مليون دولار أمريكي مطلوبة ضمن خطة الاستجابة للاجئين الصحراويين ، حسب بيان سابق للمفوضية السامية للاجئين. ولا يزال هذا العجز المالي يحدّ من قدرة الشركاء الإنسانيين على تنفيذ برامج شاملة في مجالات التغذية والصحة والمساعدات الغذائية على النطاق المطلوب.
وتحث منسقة الأمم المتحدة في الجزائر المجتمع الدولي على "تجديد جهوده وتقديم دعم إضافي وعاجل لضمان استجابة ملائمة لهذه الوضعية الإنسانية المقلقة".