تبون لوفد إعلامي لبناني: “لا خلاف مع ماكرون… ولا تطبيع قبل قيام دولة فلسطين”

استقبل رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون وفداً إعلامياً لبنانياً في قصر المرادية، على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الجزائر، والتي جاءت بعد أيام من زيارة مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى الجزائر، وهو من أصول لبنانية.

وخلال اللقاء ، تطرق الرئيس عبد المجيد تبون ، وفقا لما نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية إلى العلاقات مع فرنسا، قائلاً: “لا مشكلة لديّ مع (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون، ولكن هناك أقلية متطرفة في فرنسا جعلت الجزائر الشغل الشاغل لها”.

وأكد أنّ “بيننا ذاكرة لن نتخلى عنها”، في إشارة إلى الإرث الاستعماري العالق بين البلدين.

توازن بين أميركا والصين… وتوتر مع باريس

وحول التنافس الدولي في أفريقيا، شدد تبون على أن علاقات الجزائر متوازنة مع الولايات المتحدة، الصين وروسيا، قائلاً: “قلنا للأميركيين إن لا أحد يستطيع أن يوجهنا ضد الآخر”.

في المقابل، أقرّ بأن العلاقات مع فرنسا تمر بأسوأ مراحلها، رغم “عدم وجود مشكلة شخصية مع ماكرون”، مشيراً إلى أن اليمين المتطرف الفرنسي هو الذي يضع الجزائر في صلب سجالاته السياسية.

الجزائر: مزوّد موثوق للطاقة الأوروبية

إلى جانب ذلك، أكد تبون أن علاقات الجزائر مع عدة دول أوروبية، بينها إيطاليا، تسير بشكل جيد، لافتاً إلى أنّ بلاده تعتبر “مزوّداً موثوقاً للغاز بالنسبة إلى أوروبا”.

لبنان في قلب الجزائر

في معرض حديثه أمام الإعلاميين اللبنانيين، شدد تبون على المكانة الخاصة التي يحتلها لبنان لدى الجزائر، قائلاً بوضوح: “لبنان في القلب”، مشبهاً “العنفوان والنخوة اللبنانية” بما يسميه الجزائريون “النيف”.

وأبدى حماسة كبيرة لمشاريع إعلامية مشتركة، سواء عبر قناة تلفزيونية أو دورات تدريبية أو مبادرات أخرى “لإيصال الصوت العربي”.

وعلى الصعيد العملي، ناقش الوفد اللبناني مع المسؤولين الجزائريين خطتين: الأولى لإعادة إعمار منشآت حكومية وبلدية، والثانية لترميم المباني السكنية المتضررة.

وأكد تبون أنّ الجزائر ستكون “أكبر سند للبنان” في هذه الجهود، وكلف لجنة من المهندسين بمتابعة المشروع الذي تُقدّر قيمته بنحو 200 مليون دولار، من دون ربطه بأي شروط سياسية.

الموقف من سوريا وفلسطين

أما في الملف السوري، فأكد الرئيس تبون أنّ الجزائر مستعدة لتلبية أي طلب رسمي من دمشق، مضيفاً أن “سوريا لن تعود كما كانت، ولكن لمّ الشمل يحتاج إلى وقت”.

وفي الشأن الفلسطيني، ذكّر برعاية الجزائر مؤتمراً للفصائل لإنهاء الانقسام، وأشاد بالدور السعودي الحالي في دعم القضية ، مجدداً رفض الجزائر التطبيع مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة.