في خطوة غير متوقعة ، قطعت رئاسة الجمهورية الطريق أمام كل التكهنات، وأبقت على سعيد سعيود ضمن الحكومة الجديدة، بل منحته حقيبتين وازنتين: وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة النقل، في وقت كان كثيرون يتوقعون العكس.
في وقت تجددت مطالب إقالته، من حادثة هزّ قشك، إلى حادثة وادي الحراش، الذي فصل مجلس الوزراء في أطرافها المتهمين.
منذ واقعة “هز قشك وامشي” في وهران، بدا وكأن مسار سعيود السياسي يتجه نحو الانحدار.
غير أنّ رئاسة الجمهورية جددت الثقة فيه، أولًا كوالي على وهران، ثم عيّنته لاحقًا وزيرًا للنقل ثم وزيرا للداخلية والنقل.
هذا المسار عزز صورته كرجل ميدان قادر على تجاوز الجدل وتحويله إلى فرصة.
حادثة وادي الحراش… ثم الترقية
حادثة سقوط الحافلة في وادي الحراش أعادت سعيود إلى واجهة الانتقادات، وسط موجة واسعة من الدعوات لإقالته. غير أنّ القرار السياسي كان على النقيض: لم يُقص الوزير، بل رُقّي إلى حقيبة الداخلية الحساسة، محتفظًا بالنقل، في إشارة واضحة لتمسك الرئاسة بخياراتها.
صفقات النقل الثقيلة
على رأس وزارة النقل، أشرف سعيود على ملفات وُصفت بالاستراتيجية: صفقة مع "CGM"سياما سجيام" الفرنسية لتطوير ميناء وهران، شراء 16 طائرة جديدة لتجديد أسطول الجوية الجزائرية، وإطلاق شركة نقل جوي محلية لتعزيز الرحلات الداخلية.
ملفات اعتُبرت بمثابة أوراق اعتماد عززت مكانته داخل الجهاز التنفيذي.
رهان سياسي
الجمع بين وزارتي الداخلية والنقل ليس مجرد ترقية، بل هو رهان سياسي على مسؤول أثبت حضوره في أصعب الظروف.
سعيود، الذي بدأ مساره كإطار في وزارة السكن، ثم واليًا بعدة ولايات، يجد نفسه اليوم أمام اختبار مزدوج: إدارة الأمن والإدارة المحلية من جهة، وضمان شريان النقل والاقتصاد من جهة أخرى.
فبعد شغله منصب تسيير ديوان الترقية والتسيير العقاري بولاية البليدة لمدة أربع سنوات، تم تعيينه واليًا منتدبًا للمقاطعة الإدارية حسين داي في ولاية الجزائر، وهي إحدى المقاطعات الإدارية للعاصمة.
و في 2020 جاء تعيين السعيد سعيود واليًا على ولاية سعيدة ضمن حركة جزئية أجراها رئيس الجمهورية في سلك الولاة وقد استمر في هذا المنصب حتى صيف 2021.
و بتاريخ 29 أوت 2021، تم تنصيب سعيود واليًا على ولاية وهران، كبرى مدن الغرب الجزائري، خلفًا للوالي السابق مسعود جاري .
وقد أوكلت إليه مهمة الإشراف على استعدادات وهران لاحتضان حدث دولي مهم في صيف 2022 (ألعاب البحر الأبيض المتوسط).
بالإضافة إلى دفع عجلة التنمية في ولاية تعتبر قطبًا اقتصاديًا وسياحيًا هامًا.
أكد سعيود عند تنصيبه عزمه على مواصلة تجسيد الورش المفتوحة في الولاية، مشددًا على الالتزام بسيادة القانون وهيبة الدولة في تسيير الشأن العام .
وخلال كلمته التعريفية، صرّح بأنه “لن يخضع إلا لسلطان الدولة والقانون”، منتقدًا اعتماد البعض على منصات التواصل الاجتماعي في الضغط على مسؤولي الدولة .
وفي تعديل حكومي أجراه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتاريخ 18 نوفمبر 2024، تم تعيين سعيد سعيود وزيرًا للنقل خلفًا للوزير محمد الحبيب زهانة
وجاء هذا التعديل ضمن حكومة الوزير الأول نذير العرباوي الثانية.
استلم سعيود مهامه رسميًا في وزارة النقل في اليوم التالي للتعيين.
واليوم يُجدد مُجددا الثقة في شخصه، وسط توقعات بمناصب أخرى سيادية.
