B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

مدريد تعلن حالة الطوارئ بشأن الهجرة في جزر البليار دون الإشارة إلى “الطريق الجزائري”

Par Oussama Nadjib
18 سبتمبر 2025
فقًا للأرقام الصادرة عن سلطات جزر البليار، فقد وصل 4,852 مهاجرًا حتى 31 أغسطس 2025

أعلنت الحكومة الإسبانية رسميًا، يوم الثلاثاء، حالة الطوارئ بشأن الهجرة في جزر البليار، وذلك بعد ارتفاع غير مسبوق في عدد الوافدين إلى هذا الأرخبيل الواقع في غرب البحر الأبيض المتوسط. ووفقًا للأرقام الصادرة عن سلطات جزر البليار، فقد وصل 4,852 مهاجرًا حتى 31 أغسطس 2025، مقارنة بـ 2,717 خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وتفيد وكالة فرونتكس الأوروبية لحرس الحدود والسواحل بأن أكثر من 90% من الرحلات المسجلة على هذا المسار البحري تنطلق من الجزائر، مع ارتفاع بنسبة تقارب 60% في أغسطس 2025 مقارنة بالعام السابق.
تهدف حالة الطوارئ المعلنة إلى مواجهة تزايد أعداد المهاجرين وتعزيز المساعدات الإنسانية المقدمة لهم. وسيتم تخصيص 6.75 ملايين يورو لإنشاء فضاءات تضمن إيواء الوافدين، تشمل بناء وحدات استقبال في موانئ مايوركا، إيبيزا وفورمنتيرا، بالإضافة إلى إمكانية حجز أماكن إقامة فندقية في حال عدم كفاية هذه الوحدات.
وتخطط مدريد لإنشاء ملاجئ مؤقتة في موانئ إيبيزا، فورمنتيرا، وقريبًا في بالما، مع تخصيص فضاءات للنساء والقُصّر، وتوفير خدمات طبية، وترجمة، وغذاء ونظافة. وأشار وزارة الإدماج والهجرة الإسبانية إلى أنه، نظرًا للاتجاه التصاعدي المسجل العام الماضي والوضع الجيوسياسي في غرب المتوسط، فقد بدأت منذ الربع الأول من عام 2025 في متابعة يومية مفصلة للمهاجرين الذين يصلون إلى الأرخبيل عبر السواحل، بهدف الاستعداد لأي صعوبات محتملة في استيعاب التدفقات الكبيرة.

ارتفاع ملحوظ في عدد الوافدين

منذ يناير، وصل 124 قاربًا غير شرعي إلى الجزر الصغيرة بيثيوساس (إيبيزا وفورمنتيرا)، تحمل أكثر من 2,000 مهاجر، غالبيتهم من أصول مغاربية. وشهدت فورمنتيرا، يوم الثلاثاء، آخر عملية إنزال، حيث وصل تسعة مهاجرين جميعهم من المغرب العربي.
وتؤكد السلطات المحلية أن الطريق البحري الرابط بين الجزائر وجزر البليار أصبح خلال الأشهر الأخيرة ممرًا مفضلًا للراغبين في الهجرة، وهو أقصر من الطريق المؤدي إلى جزر الكناري، لكنه يُعتبر أكثر خطورة بسبب استخدام قوارب بدائية تُعرف باسم "باتيرا".

تحفظ رسمي على الحديث عن "الطريق الجزائري"


رغم التحفظات الرسمية على الاعتراف بوجود "طريق جزائري" ، فإن عناصر من الحرس المدني الإسباني يشيرون إلى واقع مغاير. ويعتبر توماس كيسادا، المتحدث باسم نقابة JUCIL المهنية، أنه "من الصادم الاستمرار في إنكار وجود طريق ثابت بين الجزائر وجزر البليار، في وقت تُعلن فيه حالة الطوارئ بشأن الهجرة".
وقالت هيلينا مالينو، مديرة منظمة "كاميناندو فرونتيراس"، إن "الطريق الجزائري لا يزال مخفيًا ومنكَرًا من قبل السلطات، لكنه الأكثر نشاطًا منذ الصيف، متجاوزًا طريق الكناري"، وفقًا لما نقلته صحيفة إلكونفيدينسيال El Confidencial. وأشارت "كاميناندو فرونتيراس" إلى اختفاء 328 مهاجرًا بين يناير ومايو 2025 أثناء محاولتهم الإبحار من الجزائر إلى إسبانيا، خاصة نحو جزر البليار.


ضغط متزايد على فورمنتيرا


تواجه جزيرة فورمنتيرا الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 12,000 نسمة، ضغطًا متزايدًا بسبب تزايد عمليات الإنزال خلال موسم السياحة. وتعيد هذه التطورات فتح النقاش في إسبانيا حول التعاون في مجال الهجرة مع الجزائر، في ظل توتر العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة. وبينما تؤكد الجزائر أنها تكافح شبكات التهريب، تشير وسائل الإعلام الإسبانية إلى تزايد الرحلات المنطلقة من السواحل الجزائرية، خاصة من وهران ومستغانم.