B E R H G A M

T N E G R E M E

طاقة

ناباك 2025: الجزائر تراهن على توسيع شراكاتها في مجالات الغاز والهيدروجين وتحلية المياه

Par إبراهيم غانم
7 أكتوبر 2025

أكد وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب، أن الجزائر تولي أهمية استراتيجية لتعزيز التعاون الطاقوي مع إفريقيا ودول البحر الأبيض المتوسط، مستندة إلى رؤية مشتركة تهدف إلى تحقيق انتقال طاقوي متوازن ومستدام.

وخلال افتتاح الطبعة الـ13 لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض المتوسط للطاقة والهيدروجين “ناباك 2025” بوهران، أبرز عرقاب أن الجزائر تعمل على توسيع شراكاتها شمالاً وجنوباً عبر مشاريع عملاقة، أهمها أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يربط نيجيريا بأوروبا مروراً بالنيجر والجزائر بطاقة تصديرية تبلغ 30 مليار متر مكعب سنوياً.

وأوضح أن هذا المشروع يمثل نموذجاً للتكامل الإفريقي، إذ يعزز التنمية المحلية ويكرس التعاون في مجال أمن الطاقة بين القارتين.

مشاريع هيكلية لتعزيز أسواق الطاقة الإقليمية

من جهته، شدد وزير الطاقة والطاقات المتجددة مراد عجال على أهمية إطلاق مشاريع هيكلية لتطوير أسواق طاقوية إقليمية، لاسيما في مجالات الهيدروجين الأخضر وشبكات الربط الطاقوي العابرة للحدود.

وأشار عجال إلى استمرار المحادثات حول مشروع "SouthH2 Corridor" لنقل الهيدروجين بين ضفتي المتوسط، فضلاً عن تطوير مشاريع بقدرة 3200 ميغاواط ضمن برنامج الطاقات المتجددة، ما سيتيح فرصاً جديدة للتنمية الصناعية وتقليص البصمة الكربونية.

قطاع المناجم... رافعة جديدة للاقتصاد الوطني

وفي سياق متصل، أكد الوزير عرقاب خلال فعاليات "ناباك 2025" أن قطاع المناجم يشكل ركيزة لتكامل الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى مشاريع كبرى مثل غارا جبيلات للحديد، والمشروع المدمج للفوسفات، ومشروع الزنك والرصاص بوادي آميزور.

وأوضح أن هذه المشاريع تهدف إلى تثمين الموارد المنجمية محلياً وخلق قيمة مضافة عبر نقل التكنولوجيا وتشجيع الابتكار، مع التركيز على تكوين الكفاءات الوطنية ودعم المؤسسات الناشئة في مجالات الاستكشاف والتحويل الصناعي.

تحلية المياه... نموذج جزائري يجمع الطاقة والبيئة

وفي اليوم الثاني من التظاهرة، استقطب برنامج تحلية مياه البحر الذي عرضته الشركة الجزائرية للطاقة اهتماماً واسعاً من الوفود الدولية، باعتباره نموذجاً يجمع بين الأمن المائي والانتقال الطاقوي.

ويتضمن البرنامج إنجاز ست محطات لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 1.8 مليون متر مكعب يومياً، مع اعتماد 35 بالمائة من الطاقة الشمسية لتشغيلها، ما جعل المشروع يحظى بإشادة دولية لابتكاره في الدمج بين الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة.

واعتبرت مؤسسات دولية المشروع مرجعاً إقليمياً في مجال الاستدامة، مؤكدين أن الجزائر باتت نموذجاً يحتذى في الجمع بين التنمية الصناعية وحماية الموارد البيئية.

من خلال مشاركتها الفاعلة في “ناباك 2025”، تجدد الجزائر التزامها الراسخ بتعزيز التكامل الطاقوي الإفريقي والمتوسطي، وبناء شراكات استراتيجية قائمة على الابتكار والاستدامة.
فمن الغاز والهيدروجين إلى المناجم وتحلية المياه، تراهن الجزائر على ترسيخ مكانتها كمحور طاقوي محوري قادر على المساهمة في أمن الطاقة الإقليمي والعالمي، في وقت تتجه فيه الدول نحو مستقبل أخضر قائم على التوازن بين التنمية والبيئة.