أمر رئيس الجمهورية بوصول أول شحنة من خام الحديد المستخرج من منجم غارا-جبيلات إلى مركّب طوسيالي للحديد بوهران ابتداء من سنة 2026، عبر خط السكك الحديدية المنجمي الجديد.
القرار يضع الجزائر أمام أول تجربة حقيقية لاستغلال خامها محلياً بدل التصدير خاماً، ويُعد خطوة أساسية في تقليص فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجياً.
استثمارات تركية كبيرة في مصنع طوسيالي الجزائر
يُعد مركّب طوسيالي في وهران أكبر استثمار صناعي تركي خاص في الجزائر، المشروع يمتد على مساحة تتجاوز خمسة ملايين متر مربع، وتجاوزت استثماراته الإجمالية حاجز المليار دولار. المصنع يُطوّر قدراته نحو إنتاج متكامل من الحديد من المنبع إلى المنتج النهائي، ما يجعله أحد الأقطاب الثقيلة في الصناعات المعدنية وطنياً.
أفضل مصدر جزائري خارج المحروقات
و حصل مركّب طوسيالي على جائزة “أفضل مؤسسة مصدّرة” خارج قطاع المحروقات، تتويجاً لقدرته على فتح أسواق خارجية وتطوير منتجات تلبي المواصفات الدولية، ما عزز مكانته ضمن أهم الفاعلين الصناعيين في البلاد.
وسبق ان سُجّل اعتراض أمريكي على بعض صادرات الحديد الجزائرية، ضمن إجراءات مكافحة الإغراق والدعم. الاعتراض يمسّ تدفقات التصدير إلى السوق الأمريكية، لكنه لا يستهدف المصنع التركي بشكل مباشر، بل يندرج في سياق التحقيقات التجارية الروتينية التي تطال عدداً من الدول المصدّرة للحديد. ورغم ذلك، تبقى طوسيالي أحد أبرز المصدّرين الذين يتأثرون بتحوّلات السوق الخارجية.
مسار جديد للصناعة الجزائرية
وصول خام جبيلات إلى طوسيالي في 2026 سيكون حدثاً اقتصادياً مفصلياً: لأول مرة سيُدمج الحديد الخام الوطني في منظومة صناعية محلية كبيرة، بما يفتح الباب أمام صناعة صلب جزائرية أكثر تنافسية، ويعكس تحوّلاً استراتيجياً نحو استغلال الموارد الوطنية بكفاءة أعلى.