شهدت مدينة قابس مساء الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 مسيرة احتجاجية ضخمة انطلقت من ساحة عين سلام وسط المدينة، تنديدًا بالتلوّث البيئي الذي يعاني منه الأهالي منذ سنوات بسبب مصنع للفوسفات. نظّم المسيرة عدد من مكونات المجتمع المدني بمشاركة واسعة من سكان الجهة، وسط تأكيد المنظمين على سلمية التحرّك وحسن تنظيمه.
رفع المحتجّون شعارات أبرزها "الشعب يريد تفكيك الوحدات"، في إشارة إلى المطالبة بإغلاق الوحدات الصناعية الملوِّثة. وسارت المسيرة من ساحة عين سلام نحو منطقة "جارة" ثم إلى "باب البحر" قبل أن تنتهي عند "الكورنيش"، حيث تجمّع المشاركون في وقفة ختامية، وفقا لوسائل إعلام تونسية.
تزامن التحرّك مع إضراب عام جهوي دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل، ما أدى إلى إغلاق أغلب الإدارات العمومية والمحلات التجارية.
في سياق متصل، أكّد رئيس الفرع الجهوي للمحامين بقابس، منير العدوني، أنّ 89 شخصًا من المشاركين في الحراك الاجتماعي مثُلوا أمام النيابة العمومية منذ 14 أكتوبر الجاري، بينهم نحو 20 قاصرًا. وأضاف في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنّ مجموعة أخرى من الموقوفين من المنتظر عرضها على النيابة يوم الاثنين.
وأشار العدوني إلى أنّ 15 موقوفًا أُحيلوا الأحد على المجلس الجناحي في حالة سراح بتهمة "الوجود في جمع من شأنه الإخلال بالراحة العامة"، بينما صدرت بطاقات إيداع بالسجن في حق 5 آخرين، ولا يزال 5 موقوفين آخرين قيد الاحتفاظ في انتظار قرار قاضي التحقيق. كما تمت إحالة 3 مشاركين على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.
تأتي هذه التحركات في ظلّ تصاعد التوتر الاجتماعي في قابس بسبب تردّي الوضع البيئي واستمرار النشاط الصناعي في المنطقة.
