B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

صحافيو الجزائر يثورون ضد “انتهاك كرامة الموتى” في تغطية فاجعة وادي الحراش

Par Yasser K
16 أغسطس 2025
رئيس المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين, سليمان عبدوش

الإعلام الجزائري في قفص الاتهام: عندما تصبح المأساة الإنسانية مادة للإثارة على حساب كرامة الضحايا

وجهت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين انتقادات حادة لطريقة التغطية الإعلامية لحادثة سقوط الحافلة المروعة بوادي الحراش، والتي خلفت 18 قتيلا، محذرة من تجاوزات خطيرة لأخلاقيات المهنة وصلت حد انتهاك كرامة الضحايا وذويهم.

وفي بيان شديد اللهجة، سجلت المنظمة "بأسف شديد بعض الممارسات التي لا تليق بالقيم النبيلة لمهنة الصحافة ولا بأخلاقياتها، خاصة من قبل بعض وسائل الإعلام الوطنية، التلفزيونية والإلكترونية على وجه الخصوص".

ولم تكتف المنظمة بالاستنكار العام، بل حددت بدقة التجاوزات التي شهدتها التغطية الإعلامية، داعية كافة المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بمعايير المسؤولية المهنية والإنسانية من خلال "تفادي بث صور أهالي الضحايا في لحظات حزن وألم، احتراما لمشاعرهم ومشاعر ذويهم".

كما شددت على ضرورة "احترام حرمة الموتى وصون كرامة الضحايا وأهاليهم، من خلال تجنب أي محتوى يمس بقدسية هذه اللحظات الأليمة"، في إشارة واضحة إلى الممارسات التي اعتبرتها مخلة بكرامة الموتى.

وفي موقف حازم، أعلنت المنظمة "رفض مطلق لأخذ تصريحات للمصابين داخل غرف الإنعاش والعناية الطبية"، مؤكدة أن "الأولوية القصوى في مثل هذه الحالات تبقى للطاقم الطبي في إنقاذ الأرواح". هذا الموقف يعكس تزايد القلق من سباق وسائل الإعلام للحصول على الصورة والتصريح الحصري، حتى لو كان ذلك على حساب حياة المصابين وكرامتهم الإنسانية.

ميثاق أخلاقي ملزم لكبح التجاوزات

وأمام هذه التجاوزات المتكررة، اعتبرت المنظمة أن "الحاجة أصبحت ملحة إلى صياغة ميثاق وطني لأخلاقيات الصحافة، يكون ملزما لكل المؤسسات الإعلامية، ويصاغ تحت إشراف الأسرة الصحفية ذاتها"، مؤكدة على ضرورة تحمل كل جهة مسؤوليتها في حال تسجيل خروقات أو تطبيق عقوبات مستقبلا.

وختمت المنظمة بيانها بتذكير جوهري حول طبيعة المهنة، مؤكدة أن "الصحافة رسالة سامية قبل أن تكون نسب مشاهدة أو سباقا لنقل الصور، ورسالتها تقتضي خدمة المجتمع بوعي ومسؤولية، وصون كرامة الإنسان حيا كان أو ميتا".

هذا البيان يأتي في وقت تشهد فيه الساحة الإعلامية الجزائرية جدلا واسعا حول مدى احترام أخلاقيات المهنة، خاصة في تغطية الأحداث المأساوية التي تتطلب حساسية عالية ومسؤولية مهنية وإنسانية استثنائية.