توجت مدينة وهران الجزائرية بالجائزة الذهبية للاتحاد الإفريقي–الآسيوي (AFASU) كأفضل مدينة سياحية صاعدة في إفريقيا لسنة 2025. وقد افتكت وهران الباهية هذا اللقب القاري المرموق من بين أكثر من عشرين مدينة إفريقية شاركت في المنافسة، مما يعكس الإصلاحات الهامة التي شهدها قطاع السياحة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة.
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الفيدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، عبد الوهاب بولفخاد، أن اختيار وهران للمشاركة في هذه المنافسة تم بناءً على المقومات السياحية الكبيرة التي تتمتع بها المدينة، بما فيها البنية التحتية المتطورة. كما أبرز ما أبانت عنه وهران من قدرات تنظيمية معتبرة خلال احتضانها العديد من الفعاليات والمواعيد الاقتصادية والسياسية والرياضية الهامة، مما أثار انبهار المشاركين بتنوع رصيدها السياحي.
وأشار بولفخاد إلى توفر تغطية فندقية واسعة في وهران، لافتًا إلى التسهيلات المقدمة للمستثمرين في هذا المجال. وأكد أن العديد من فنادق وهران تلبي المعايير الدولية، حيث تحتضن وهران وحدها 230 فندقًا بمختلف التصنيفات. ويعكس ذلك الجهود المبذولة لتحسين جودة الخدمات السياحية وجذب الاستثمارات لتعزيز مكانة المدينة على خارطة السياحة.
وعلاوة على ذلك، تتميز وهران بمقومات طبيعية وبُنى تحتية متطورة، فضلاً عن تاريخ عريق يمتد لقرون. هذا المزيج من العوامل جعلها تتربع على عرش المدن السياحية الصاعدة في إفريقيا، ويؤهلها لتكون جزءًا بارزًا من خريطة السياحة الدولية. فمعالمها التاريخية (مثل قلعةSanta Cruz ومسرحها الوطني) وشواطئها الجميلة ومهرجاناتها الثقافية (كمهرجان الراي الدولي) أكسبت المدينة إشعاعًا سياحيًا متزايدًا على الصعيدين القاري والعالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن جوائز AFASU الذهبية تشمل فئتين رئيسيتين: “أفضل مدينة سياحية صاعدة في إفريقيا” و “أفضل مدينة سياحية صاعدة في آسيا”، وتهدف إلى دعم التنمية السياحية المستدامة وتشجيع الاستثمار في المدن الواعدة سياحيًا.
وتُعد هذه الجائزة أكثر من مجرد تتويج رمزي، إذ تعتبر منصة عالمية تضع المدينة الفائزة على خريطة السياحة الدولية وتجذب إليها استثمارات جديدة وسياحًا من مختلف أنحاء العالم. كما تحفّز الجائزة السلطات المحلية والوطنية على تعزيز دعمها للمدينة الفائزة من حيث البنية التحتية والخدمات والترويج السياحي ، بما يسهم في تطوير مستدام يخلق فرص عمل ويحافظ على التراث الثقافي ويدعم المجتمع المحلي. ولا تحمل الجائزة في حد ذاتها مكاسب مالية مباشرة، بل تكمن قيمتها في هذا الاعتراف الدولي وما يصاحبه من إشعاع ترويجي ودعم استراتيجي لتحويل المدينة إلى وجهة سياحية عالمية في المستقبل.
وأكد الاتحاد الإفريقي–الآسيوي في بيانه أن هذه الجوائز تتجاوز تكريم الماضي إلى بناء المستقبل، داعيًا إلى تبني رؤية شاملة تخدم أهدافًا ترويجية وتسويقية واجتماعية وثقافية في آن واحد. ويُنظر إلى تتويج وهران بهذه الجائزة على أنه تتويج للجهود المبذولة لوضع الجزائر بقوة على خارطة السياحة الإفريقية والدولية، وتتويج لمكانة “الباهية” وهران كوجهة سياحية صاعدة تعد بالكثير في السنوات القادمة.
