واصلت أسعار النفط ارتفاعها في جلسة الثلاثاء، مسجلة مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي، مع ازدياد المخاوف بشأن الإمدادات العالمية بعد سلسلة هجمات استهدفت المصافي ومحطات التصدير الروسية. وقد لامس خام برنت تسليم نوفمبر مستوى 68 دولارًا للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو 63.4 دولارًا.
الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيّرة على منشآت روسية، أبرزها محطة بريمورسك، غذّت القلق في الأسواق بشأن قدرة موسكو على مواصلة الصادرات النفطية والوقود. هذه التطورات أعادت إلى الواجهة شبح نقص الإمدادات في وقت حساس، حيث ما تزال السوق العالمية تعاني هشاشة في التوازن بين العرض والطلب.
في المقابل، يترقب المستثمرون نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الممتد حتى الأربعاء. التوقعات تميل إلى خفض جديد في أسعار الفائدة، وهو ما قد يعزز الطلب على الطاقة عبر تحفيز النمو الاقتصادي. كما ساهم ضعف الدولار الأميركي في رفع جاذبية النفط بالنسبة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، ما زاد من قوة الارتفاع.
التوجه العام في الأسواق يظل محكومًا بعاملين متداخلين: الجغرافيا السياسية التي تضغط على العرض من جهة، والسياسات النقدية التي تدعم الطلب من جهة أخرى. وإذا استمرت الهجمات الروسية أو توسّعت رقعتها، فقد يتجاوز برنت عتبة 70 دولارًا قريبًا، خصوصًا مع تراجع متوقع في مخزونات النفط الأميركية للأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر.
المحللون يجمعون على أن التوترات الجيوسياسية هي المحرك الأول للأسعار، لكنهم يشيرون أيضًا إلى أن السياسة النقدية الأميركية والدولار الضعيف يضيفان بعدًا مضاربيًا يزيد من حدة التقلّبات. الأسواق إذن تدخل مرحلة حساسة، حيث يمكن لأي تطور مفاجئ أن يعيد رسم مسار الأسعار في الأيام المقبلة.