حقق قطاع الفلاحة نتائج نالت رضا الرئيس عبد المجيد تبون ، وظل رقم 34 مليار دولار من الإنتاج الفلاحي من أكبر إنجازاته. ورغم ذلك شهدت وزارة الفلاحة حالة من عدم الاستقرار الحكومي، مع تعاقب ستة وزراء على القطاع خلال ست سنوات فقط.
سادس وزير فلاحة في ست سنوات
تعاقب خمسة وزراء على قطاع الفلاحة منذ 2019. فبعد عبد القادر بوعزقي الذي قضى سنتين تقريبًا في مبنى شارع عميروش (أحيل بعدها مباشرة إلى السجن في قضايا الفساد الذي مست الكثير من وزراء عهد بوتفليقة) مكث عبد شريف عماري سنة وبضعة أشهر، ليخلفه المرحوم عبد الحميد حمداني الذي غادر الحكومة قبل وفاته وخلفه بدوره عبد الحفيظ هني، ثم يوسف شرفة، الذي تولى المنصب منذ 2024.
ومنذ أيام، أطلق زعيم حركة البناء الوطني قنبلة أثارت جدلا واسعَا في الساحة السياسية والإعلامية. بن قرينة اتهم أحد الوزراء بالضغط على مُديري قطاعه لتقديم أرقاما خاطئة للرأي العام، وقال إنه مستعد للكشف عن اسم هذا الوزير.
غياب الصبغة السياسية عن تشكيلة الحكومة
طرحت قنبلة بن قرينة تساؤلات كثيرة، حول نوايا الرجل المعروف بهشاشة خطابه السياسي، لكنه في نفس الوقت لا ينطق إلا عن إيعاز. وإن كان المقربين من بن قرينة على علم أن الوزير المستهدف هو يُوسُف شرفة، فإن تصريحه ترك الانطباع أن الوقت قد حان لإعادة ترتيب الساحة السياسية، مع إمكانية تغيير جذري في الحكومة ومنح الأحزاب الموالية لعبد المجيد تبون تمثيلَا أكبر في التشكيلة الحكومية الجديدة.
بعد الاعلان عن تشكيلة سيفي غريب تلاشت هذه الأحلام أو القراءات، إذ لم تحمل أي إشارة لوجود نية في إعادة نظر في دور الحكومة ومنحها دورا سياسيَا. وبرحيل يُوسُف شرفة، الذي كان إلى وقت قريب مرشحًا لتولي منصب الوزير الأول، اتضح أن تصريح بن قرينة لم يكن سوى طلقة نار صوب سيارة إسعاف.
حصيلة الفلاحة حسب أرقام الديوان الوطني للإحصاء
هل فعلا أرقام قطاع الفلاحة خاطئة وأن يُوسُف شرفة كان يفرض على مدرائه تضخيم حصيلتهم؟ حسب أرقام الديوان الوطني للإحصاء، فإن نمو القطاع الزراعي بلغ سنة 2024 نسبة 5,3 بالمائة. وحقق الإنتاج النباتي نموا بنسبة 8 بالمائة، مقابل نمو بنسبة 2.2 بالمائة في الإنتاج الحيواني.
هذه الحصيلة تكذب بن قرينة إذن. لكن هناك نقطة سوداء سجلت في القطاع الفلاحي، تتمثل في إحصاء عدد رؤوس الماشية. اشتكى تبون شخصيًا بمناسبة عيد الأضحى للعام الجاري، من غياب أرقام دقيقة في هذا المجال، وقال في إحدى حواراته التلفزيونية أننا لا نتوفر إلا على 17 مليون رأس بينما الأرقام المقدمة له تصل إلى 40 مليون رأس. ما جعله يقرر استيراد مليون رأس من الأغنام لتغطية حاجة السوق الوطنية لأضاحي العيد، وفي الواقع تم استيراد ما يقارب 400 ألف رأس فقظ.
ياسين المهدي: من المؤسسات الناشئة إلى الفلاحة
وتكون الضجة التي أثارها محيط بن قرينة حول أرقام قطاع الفلاحة، مبرر لتكليف وزير التكوين المهني ياسين المهدي وليد، بحقيبة الفلاحة، وهو الذي دخل الحكومة أول مرة عبر بوابة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، ثم التكوين المهني.