قرّرت مؤسسة بريد الجزائر رفع عدد مناصب التوظيف بنسبة تفوق 50 بالمئة، في خطوة تهدف إلى توسيع فرص الالتحاق بالوظائف وتعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص في أكبر مسابقة وطنية للتوظيف تشهدها المؤسسة.
ويأتي هذا القرار الاستثنائي في إطار استعدادات المؤسسة لتنظيم الامتحان الكتابي الرقمي للمترشحين الذين تم قبول ملفاتهم عبر المنصة الرقمية الرسمية، بعد أن تجاوز عددهم 182 ألف مترشح، من أصل أكثر من 259 ألفًا تقدّموا منذ انطلاق حملة التوظيف في نهاية يناير 2025.
وأكدت المؤسسة، في بيان رسمي، أنها تسعى من خلال هذه الزيادة الهامة في عدد المناصب إلى تلبية الطلب الكبير على التشغيل، والاستجابة للاحتياجات المتنامية في مختلف وحداتها ومكاتبها عبر الوطن.
وتشمل الزيادة مناصب إضافية إلى جانب الـ498 منصبًا التي كانت معلنة سابقًا، ما يعكس توجّهًا واضحًا نحو دعم فئات واسعة من طالبي العمل، خاصة في ظل المنافسة الشديدة المسجلة على هذه المسابقة.
وتضم المناصب المفتوحة 413 منصبًا لعون خدمة الزبائن، و30 لساعي بريد، و37 سائق مركبة ثقيلة، و15 سائقًا على مستوى المديريات، إلى جانب 3 مناصب لمتعامل بريد. وتعمل المؤسسة حاليًا على استكمال الترتيبات التنظيمية الخاصة بالمناصب الجديدة، فضلًا عن تحديث المنصة الرقمية للتوظيف لتكون جاهزة لاستيعاب هذه التوسعة في أقرب الآجال.
غير أن العملية التوظيفية واجهت عقبة تقنية غير متوقعة، حيث شهدت المنصة الرقمية خللاً تقنيًا عشية إجراء الامتحان الكتابي المبرمج ليوم 31 ماي، ما دفع وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية الحاسمة.
وقد تم على إثر ذلك إنهاء مهام المدير العام لمجتمع المعلومات بالوزارة، ومسؤول الأمن المعلوماتي، إضافة إلى مدير نظم المعلوماته بمؤسسة بريد الجزائر.
كما أعلنت الوزارة عن تأجيل الامتحان إلى ما بعد اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا، مع التعهد بتوفير كل الظروف التقنية واللوجستية التي تضمن عدم تكرار هذا النوع من الأعطال مستقبلاً.
وفي هذا الإطار، تقرر إيفاد لجنة تفتيش متخصصة للتحقيق في خلفيات الحادث وتحديد المسؤوليات بدقة.
ورغم هذا التعطيل المؤقت، فإن مؤسسة بريد الجزائر جدّدت التزامها التام باعتماد آليات رقمية حديثة في عمليات التوظيف، كخيار استراتيجي يعزز الشفافية، ويحترم مبدأ المساواة بين جميع المترشحين، ويواكب في الوقت ذاته تطلعات الدولة نحو تحديث أنماط التسيير في القطاع العمومي.
ويترقب آلاف المترشحين إعادة جدولة الامتحان في أجواء مهنية وعادلة، وسط دعوات لتقوية البنية التحتية الرقمية وتحسين جودة الخدمات الإلكترونية التي أصبحت عصبًا محوريًا في العمليات الإدارية والتوظيفية.